بلدية عين دراهم: مشاكل بالجملة فى غياب الحلول

أحدثت بلدية عين دراهم بمقتضى الأمر العلي المؤرخ في 28 جوان 1892 و تعد آنذاك من أولى البلديات التونسية القائمة.

كانت منطقة عين دراهم انطلاقا لقاعدة عسكرية فرنسية، وهي المنطقة الثالثة بعد فرنانة ومزارة السردوك التي تفضلها القوات العسكرية؛ كما مثلت قرية تشمل المرافق الأساسية للمستوطنين (التعليم، التجارة، استغلال الغابات…).

سنة 1930، أصبحت محطة سياحية متعددة الوظائف معدة لاحتضان المستوطنين الفرنسيين (المنح العائلية، الإقامات، الإدارات، الخ.). ولا بد من الإشارة إلى أن طبيعة المدينة الغابية وموروثها الإستعماري (الهندسة المعمارية، القرميد الأحمر، والمنتوجات التقليدية) تمثل ميزات تدعم السياحة الداخلية بها : حرارة ملطفة في فصل الصيف، غابة غنية بعدة حيوانات كالخنزير البري، مسالك صحية ورياضية تمارس بها رياضة المشي، ركوب الدراجة أو ركوب الخيل، السياحة البيئية والرياضية والإستشفائية.

ابتداءا من سنة 1982، وبسبب قرارات سياسية، أصبحت المدينة عنصرا من مشروع سياحة الكم التي تربط الغابة بالبحر (المحطة المندمجة بطبرقة).

وفق عديد التفسيرات (مثلا البعض يقول أن العين تحمل اسم امرأة تدعى دراهم) فإن اسمها متأتي من عين ماء تسمى “عين المال” وهي التي استخدمها المخيم الفرنسي العسكري الأول، وهي تحيلنا على المخلفات المعدنية (مادة الرصاص) التي تطفو في بعض الأماكن والتي أعطت الماء لونه الفضي.

الجزء الأجمل في عين دراهم يتمثل في قراها الجميلة المحاذية للجبال و منازلها المعلقة في قمم جبال خمير ذات الغابات الكثيفة باشجار الصنوبر و البلوط و الفلين و الزان .

و بالرغم من عراقتها٬ تشهد بلدية عين دراهم تراجع في كل مؤشرات التنمية و السياحة… و يعود ذلك لعدة أسباب…

 

شاهد أيضاً

“وادي مجردة” شريان الاقتصاد للبلاد التونسية

مدن تونسية عديدة لم تكن لتؤسَّس لولا وجود وادي مجردة الذي يجري بين ضفته نهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.