عين دراهم في عيون أبنائها

عين دراهم من أجمل المناطق التونسية التي أحبها التونسيون ، لِمَ لا وقد كانت فيهاأحلى الذكريات لكلّ من زارها للاستجمام أو للتعلم منذ فجر الاستقلال إذ كانت تتبوأ المراتب الأولى إفريقيا في مجال السّياحة والتعليم والرياضة، أضف إلى كونها أول منتجع للمصائف ومركز كشفيّ حقيقي للامكانيات المتوفّرة للاكتشاف والتعلّم والبحث والمغامرة بين الغابات لثراء الغطاء النباتي والتنوع الحيواني بدون وجود محميّة سياحية بمثابة نواة حقيقية ومتحف غابيّ يتعرف فيهما الزوار على مختلف النباتات والحيوانات بالجهة وإلى اليوم ويشهد على ذلك الأبناء الأحرار والأبرار بتونسنا الغالية الذين قضّوا بها أوقاتا لا تنسى ونسوا هذه الخيرات ووقع تهميش الجهة وتصفية وغلق كلّ النزل المشهورة عالميا مثل نزل الزان والسرخص والصيادين والقضاء نهائيا على معمل الصناعات التقليدية النجارة وظلما صناعة زربية خمير البربرية الذائعة الصيت بأروبا أين تصدّر والتفريط في ورشات النجارة والحادة بإدارة الغابات ومصنع الأحذية : النتيجة 00,00 مصانع—00,00 مشاغل—00،00 إنجازات ومشاريع فلاحية هامّة لإحياء مناطق سقوية وتربية الماشية وهي مشاريع جدّ ناجحة بعين دراهم لتوفّر المرعى وانخفاض الكلفة وجلبها لمعامل تحويلية معاضدة رغم ما يوفره فلين الفرنان بقرابة 10مليارات من العملة الصعبة زيادة إلى الإنتاج من الخشب من شجر الزان والفرنان الذي كان يصدر عبر ميناء طبرقه الي كانت تصله شحنات أخشاب الزان الصلب الذي يستعمل للسكك الحديدة آنذاك والدباغ بواسطة التيليفيريك ولا ننسى مخزون الماء الضخم والمتجدد …مخزون المياه الذي يصل إلى كلّ جهات وطننا الحبيب شمالا وجنوبا دون أن نجد ولو مصنعا صغيرا لتعليب مياه الجهة المعدنية الباطنية الهامة التي مازالت والحمد لله غير ملوثة مع إمكانية تطوير السدود مثل سد بني مطير وسد بربره وسد الوادي الكبير مع امكانيةإنجاز سدود جديدة لاهمية المياه في العالم الآن( الماء أثمن من البترول في حياة الإنسان ) … وتكثيف إقامة مئات البحيرات الجبلية الصغيرة للتمكن من غراسة الأشجار المثمرة كالتفاح والخوخ والتين وحب الملوك على مساعات شاسعة وخصبة سجلها البايات ملكا للدولة وحرم منها أهالي خمير فلم تفلح وبقيت غابية بالاساس ونتساءل مثى تحور المجلة الغابية لتمكين خمير من استغلال أرض الأجداد مثل بقية العروش ورفع هذه المظلمة …. فمناخ عين دراهم شبيه بمناخ جنوب فرنسا وايطاليا ويتم تحويل المنتجات مثلما يقع بتركيا … ولا نتغافل عن المدّخرات المنجميّة من جبس وزئبق ودولومي وهو التربة الثّمينة لصنع الفخار الصيني الباهض الثمن والمواد كثيرة ولاتوجد إرادة لاستكشافه.والتنقيب عنه…هلاّ يضخّ من هذه الأموال المتأتية للاستثمار مثلما يقع في الغرب…….. وحيث أنّ أبناء خمير كانوا ومازالوا حسب دراسات جدّية يفرّطون في ثرواتهم المادية والحيوانية لتعليم أبنائهم للارتقاء في المصعد الاجتماعي بدون جدوى والنتيجة أنّ أصحاب الشّهائد معطلون عن العمل ناهيك أنّ الحدود طويلة و بالفجوات الغابيّة أراضي شاسعة ونباتات طبيعية متنوّعة يمكن تقطيرها وترويجها عالميا وهذا يتطلب إمكانيات من المفروض أن توفّرها الدّولة للاستثمار وتركيز أبناء الجهة الحتميّ بهذه المناطق الحدودية وللمحافظة على البيئة والمحيط بتدخّل كل ّ الوزارات حتى لا تفقد هذه البراري ويذهب رونقها وهنا نصيح صيحة فزع لتحقيق التّمييز الإيجابي ولتكون هذه الربوع منتجع تونس…

مقال الصادق الهلالي

شاهد أيضاً

“وادي مجردة” شريان الاقتصاد للبلاد التونسية

مدن تونسية عديدة لم تكن لتؤسَّس لولا وجود وادي مجردة الذي يجري بين ضفته نهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.