عين دراهم.. تنوع بيولوجي آخذ في الإندثار

هالني منذ أيام منظر مألم ومقلق لكل محب وعاشق لمدينة عين دراهم ولسحر طبيعتها وجمال غاباتها وخاصةً تنوعها البيولوجي، هذا التنوع الآخذ في الإندثار منذ سنوات ولا من حسيب ولا رقيب .. إعترضني يومها أحد أبناء الجهة يحمل سلةً تتعالى منها أصوات طيور كأنها تستغيث ، في البداية ظننته يحمل دجاجاً أو ما شابهها من الدواجن ، ولكن كنت الصدمة عندما أخرج ثلاثةً من النسور يعرضها للبيع ؛ نعم نسور خمير تلك التي كنا نراها تفرد أجنحتها شامخةً في أعالي السماء وفي قمم الجبال ، والتي قل ظهورها وندر منذ مدة؛ إذ يتم اصطياده أو سرقة صغارها من أعشاشها بعد تفقيسها مباشرةً فتموت أغلبها نتيجة الأسر وعدم معرفة طريقة تربيتها .

فمن أجل بضعة دنانير نشهد كيف يتم القضاء على رمزٍ من رموز الجهة ،فنسر خمير ليس مجرد طير بل هو موغل في حياة وثقافة “العيندراهمية” فلا يوجد فينا من لم تقص عليه جدته قصصاً وأساطير على “الحداية خطافت الصغار ” أو قصة “العارم والعقاب” وهي أسماء يطلقها الأهالي على هذا الطير، ولا يوجد حرفي لم تتغزل أنامله وتتفنن في نحت تفاصيل هذا الجارح على قطعة من الخشب، وكذلك وجوده مهم في قمة السلسلة الغذائية فهو أحد أبرز المتغذين على الثعابين والفئران. فإلى متى سيتواصل الصمت على إستهتار ولا مبالاة أمثال هذا الشخص؟ وهل سنرى عودة هذا الطائر بأعداد كبيرة مثلما كان في الماضي ليراه ابناؤنا ولنروي نحن بدورنا لأحفادنا أساطير هذا الطائر؟

شاهد أيضاً

“وادي مجردة” شريان الاقتصاد للبلاد التونسية

مدن تونسية عديدة لم تكن لتؤسَّس لولا وجود وادي مجردة الذي يجري بين ضفته نهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.