عين دراهم: مشاريع بالجملة بين التعطيل و المماطلة

لئن كان للإعلان عن إحداث مشاريع تنموية أو ثقافية في جهة من جهات البلاد وقع كبير في نفوس و أذهان سكان تلك الجهة، فقط في عين دراهم فإن الحديث عن مشاريع تخص الجهة أصبح ندرة من النوادر أو نكتة تتناقلها الأفواه بل باتت بعض المشاريع “كاميرا خفية ” تجلب الحزن ليس الفرح كما هو معتاد أن يكون دور الكاميرا الخفية.
مشاريع رغم قلتها في عين دراهم لكنها تمثل مكسب من المكاسب التي يحلم بها أبناء عين دراهم.
عين دراهم هذه المدينة الحالمة التي كانت في وقت من الأوقات مفخرة في شمال إفريقيا أصبحت اليوم عجوزا لطخ الإهمال جمالها، زد على ذلك غياب أي إستراتيجيا واضحة لإستعادة بريقها فرغم نضالات أبنائها من كل المواقع و التشبث بحق المنطقة في التنمية و إحداث مشاريع تتماشى مع خصوصيات المدينة لم تنل مدينتنا سوى الوعود الكاذبة و المشاريع الوهمية…
مشاريع نذكر منها؛ دار الثقافة التي كانت رافد من روافد الإبداع في الجهة و رغم إنطلاق أشغالها بعد طول إنتظار و نضالات عديدة، توقفت الأشغال فجأة و إنسحب المقاول المكلف بالأشغال في صمت رهيب و غياب أي توضيح من الجهات الرسمية، المنطقة السياحية فج الأطلال و التي كان من المنتظر تهيئتها و صدر في شأنها أمر حكومي سنة 2016، معضلة الإنتصاب الفوضوي و تداعياته على جمالية المدينة و معالجة مشكل الإزدحام وسط الشارع الرئيسي في عين دراهم أيضا كان من أهم المشاريع المنتظر الإنطلاق فيها حيث تم تحديد مبلغ 750 ألف دينار لتهيئة فضاء تجاري يجمع كل التجار بالقرب من قاعة الرياضة الجديدة. القرية الحرفية هي أيضا من بين المشاريع المبرمجة في عين دراهم و التي إنطلقت أشكالها منذ سنة أو أكثر ولا تزال الأشغال تسير بنسق بطيء.
مشروع القرن بالنسبة الجهة ألا وهو التيليفيريك و الذي تعلق عليه آمال و أحلام كل أبناء الجهة ليس كمشروع ربحي لفائدة باعثه بل سيساعد في الترويج للسياحة في عين دراهم و الجهة ككل إضافة إلى إستقطاب العديد من المستثمرين المحليين والأجانب في عدة مجالات أخرى.
مدرسة ساحة المعتمدية و التي أغلقت السنة الفارطة بسبب تداعيها للسقوط، هذه الأيقونة العريقة في التاريخ تآكلت بفعل الزمن و أصبح من الواجب ترميمها و بالفعلتم الإعلان عن طلب عروض لصيانة و ترميم المدرسةمنذ أشهر لكن لليوم لم تبت أي جهة في الأمر. نفس الشيء بالنسبة لإحداث معهد بحمام بورڨيبة و الذي وقع برمجته منذ سنوات.
مشاريع أخرى من بينها فضاءات تجارية و رياضية مبرمجة في إطار القسط الثاني من تهذيب حي الإزدهار لا تزال أيضا مشاريع على الورق.
لا ننسى مشاكل البنية التحتية و المسالك الريفية و التي كان لها نصيب كبير من ميزانية الدولة المبرمجة لعين دراهم، يبقى الإشكال الوحيد تعثر إنطلاق و إستكمال أغلب هذه المشاريع مثل طريق البشاينية_ ببوش، يبوش_الحوايزية، طريق المناورية، طريق أرض الكاف، البراهمية_بوفرنانة، قنطرة سيدي محمد_الترايكية …

مشاريع رغم صغرها و غياب مردود كبير لها على المنطقة تبقى مسكنات في إنتظار مشاريع ما أهم تعزز ركائز التنمية و السياحة و تقلل من نسب البطالة …

 

منصور حساني

 

شاهد أيضاً

“وادي مجردة” شريان الاقتصاد للبلاد التونسية

مدن تونسية عديدة لم تكن لتؤسَّس لولا وجود وادي مجردة الذي يجري بين ضفته نهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.