قصيدة ” الشُّبّاك ” للشّاعر الصادق الهلالي

ما الّذي أَلمَحُ مِنْ شُبّاك بَيْتي
عندما بَرَقَ الصُّبْحُ إبْراقَا
ألهَمَ النّفسَ قَوافٍ فِي حُبّ رُبًى
غَطّاها ثَلْجٌ هَزّني إليهِ اشتِياقا
أهْيَ أفنانٌ« أشاحَتْ وِشاحَ الشُّحّ »
أمْ فساتينُ بيضٌ لاقَتْ بقلبي لَيَاقا
أو مَلائكُ من نُورٍ نَصبُو أن نراها
لا يَرُومُ قلبي بعادًا عنها ولا فِراقا:
ـ ابتسمي! فليس لكِ نِدّ ينافسُك نَصاعةً
بَياضَ كُسًا لعرُوسٍ تُشْعِلُ الفؤادَ أشْواقا
بَسْمةٌ مِنكِ تدفعُني لأقولَ إليكِ ما يُخالجُنيِ :
– إنَّ سِرّ سِحرِكِ : وَجْهٌ صَبوح،ٌ ناظٌرٌ، برَّاقا…
– ابتَسِمي! فالقمرْ غارَ منكِ…فغارَ والشّمسَ
واحتَجبَا وراء السّحْبِ ، خوْفًا منْكِ وإشْفاقا
من طلاسم الحُسن ،حتّى يُعلِن الرّبيعُ عُرسا
للزّهور والفراش فأنتَشِي بِمَا للعَين راقا
رغم أنَّا نَلزَقُ بالمدافئِ فرط شدّةِ زمهريرٍ
أحِبّ ثلوجَك وأسعى للُّقْيَا جريئا صائدا مُنْساقا
لا يُثنيني تجمُّدُ الأوْصال عن جُمُودِ وِصَالـكِ
فَرِقّةُالأعطافِ تَحلُو لشاعرٍ عاشقٍ ذوّاقا
يُؤلِمُ قلبَه أن تقطعِي حَبل الوِصال هُنَيهةً
لمّا تفتُرُ أنفاسُ الصّقيعِ… فشُدِّي على قلبي وِثاقا!
إنْ ذابَ الجليدُ ولا أراكِ أيَا حَوْراءُ مُختالة
هلاَّ أحلُمُ ألاَّ تترُكي مجالا للهِجْرانِ إطلاقا
عَزْوتي وعَزائي أن أشهَد للفصول تناوُبًا مُبهِجًا
لحَواسّنا كالأعسال :لمعانا مضيئا حُلوَ المذاقِ
عُودي لنا لعناقِ وطنٍ كبيضاءِ الثّلجِ منتصرَةً
على مَلِكةِ الأحزانِ وكلِّ مَنْ عاشَ أفَّاقا….
الشّاعر الصادق الهلالي

شاهد أيضاً

عين دراهم: الدورة الرابعة لتظاهرة سينــــما الجـــبل

في إطار   النهوض  بالــــــواقع  الثقافي  المـــــــهمّش بالجهة و مع تواصل تعطّل  مشروع  دار   الثقـــــافة  عين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.