تمتد
غابات جندوبة على مساحة 120 ألف هكتار يتنوع فيها الغطاء الغابي وهي مورد
رزق للسكان وللدولة حيث تبلغ مداخيل وزارة الفلاحة من غابات جندوبة حوالي 9
آلاف دينار سنويا.
هذه المداخيل قابلة للارتفاع مع حسن استغلال الموارد وترشيد عملية بيع واستخراج بعض المواد الغابية على غرار الأعشاب التي تستخرج منها زيوتا طبية .
سكان المناطق الغابية وحسب المواطن فتحي عزيزي كانت لهم الغابة مورد رزق من خلال استغلال مكوناتها من اشجار واعشاب حيث يقوم عدد هام من المتساكنين ببيع بعض الأعشاب الغابية على غرار الريحان والقضوم والاكليل والزعتر في شكل أعشاب او زيوت تعود عليهم بأموال قد لا تكفيهم لمجابهة نفقات العائلة.
أما سهام بن عمر حرفية في تقطير الزيوت فقد أكدت أن الغابة تجود على سكانها بالخير الا ان استغلالها يصبح وخاصة عند الذروة حكرا على بعض الشركات والوحدات التصنيعية التي تتركز في عدد من المناطق الغابية بمعتديات غار الدماء وفرنانة وعين دراهم وجندوبة الشمالية وبلطة بوعوان وتقوم هذه الشركات ووحدات التقطير والتعليب بتجميع كميات كبيرة من الأعشاب مستغلين سكان الغابة ويقتنون الكميات بأسعار زهيدة لا تتجاوز 500 مي للكغ في افضل الحالات ليتم تقطيرها وتجفيفها وبيعها بأسعار خيالية في السوق الداخلية والخارجية .
تقطير وترويج تقليدي
نور الدين أيميزي أكد بدوره أن استغلال الشركات ووحدات التقطير للغابة
بجندوبة كان له انعكاس على تواجد الاعشاب الطبية التي اصبحت مهددة
بالاندثار , وكذلك خلق صعوبات لدى المتساكنين الذين يستغلون الأعشاب
للتقطير بطرق تقليدية وهو ما ساهم في ارتفاع أسعار الزيوت الطبية التي
أصبحت نادرة في السوق الداخلية . ويضيف محدثنا انه بالنسبة للعائلات من
سكان الغابة يقع جمع النباتات وتقطيرها حسب الطريقة التقليدية ليستخرج منها
في النهاية زيوتا للتداوي ,و نذكر علی وجه الخصوص زيت القضوم والريحان كما
تنتشر بعض الورشات التقليدية لتقطير الزيوت والتي تختص بها بعض العائلات
الريفية وتتوزع مهام هذه الورشات علی ثلاث حضائر الأولی مختصة في جمع
الأعشاب الخاصة بالغرض مثل الريحان والقضوم والاكليل والزعتر والثانية في
التقطير والتعليب والثالثة مختصة في البيع والترويج التقليدي ايضا أي على
حواشي الطرقات.
استنزاف الثروة الغابية واستغلال السكان
عمر الغزواني رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة أكد أن
استغلال الشركات ووحدات التقطير لغابة جندوبة شكل تهديدا صارخا لسكان
الغابة ولثروتها ,حيث يقوم العمال بتجميع الأعشاب وبيعها لأصحاب الشركات
بثمن لا يتجاوز 200 او 300 مليم للكغ ليتم تصديرها وترويجها بأسعار خيالية
تصل إلى حدود 25 الف دينارا لزيت الريحان و3 آلاف دينار لزيت القضوم و100
دينار لكيس من فئة 20 غرام للريحان المجفف ,لذا على الدولة وفي اطار
التمييز الإيجابي للجهات الداخلية وتثمين المنتوج الفلاحي والغابي , تشجيع
أصحاب الشهادات على بعث مشاريع في استغلال الغابة وتنقيح مجلة الغابات.
وختم الغزواني بالتأكيد على أن عملية استغلال الغابة بجندوبة تقوم على 3
أنواع من النباتات الأولى للريحان بكمية 3 آلاف طن على مساحة 19 ألف
هكتار, و الثانية للحطب بكمية 79ألف م 3 و الثالثة للخفاف بكمية 70 ألف
طن . كما أن العملية ترافقها عديد الاخلالات والمخالفات منها عدم الالتزام
بكراس الشروط وجني منتوج من مساحات خارج مساحات التبتيت ,و استغلال العمال
بتجميع المنتوج بأبخس الاثمان علما وان لتر زيت الريحان يباع بحوالي 25 ألف
دينار وكذلك تنامي ظاهرة تقطير واستغلال مواد أخرى خارج الإطار القانوني
على غرار القضوم والفطر.
وحسب المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة فان عملية استغلال الغابة
توفر سنويا حوالي 9 مليون دينار وتكون وفق لزمة تنظمها عقود وكراس شروط
,وتخضع لبنود مجلة الغابات التي وقع تنقيحها وتضمنت تنظيما محكما لاستغلال
الغابة بما يخدم مصلحة جميع المستغلين.
إشكاليات الاستثمار
تم إقرار مشروع استثماري لزراعة وإنتاج الأعشاب الطبية والعطرية البيولوجية
ومواد التجميل الموجهة بنسبة 50 % للتصدير وهو مشروع بمنطقة الحوامدية
طبرقة تبلغ كلفته 150 الف دينار ويوفر 10 مواطن شغل قارة .
وإذا كان هذا المشروع قد حظي بموافقة المجلس الجهوي وقطع اشواطا في مجال
الإجراءات الإدارية فإن عدد هام من مشاريع في نفس الاتجاه لاقت اشكاليات
وهي مشاريع لأصحاب الشهادات, 2 منها بمعتمدية بلطة بوعوان و3 بعين دراهم و2
بطبرقة و4 بغار الدماء تنتظر الموافقة لترى النور وتدخل سوق استغلال
المنتوج الغابي.