أَهْزاجُ يومٍ مَطِير…

أَمْسَيْتُ هائِمًا هَيْمانَ بِغَابي حتّى السَّحَرْ
أَرنُو إلى مُطمَئِنِّ الرُّبَى تحت ضوء القمَرْ…
يَا مَا بدَتْ لِيَ السِّيقَانُ مِنْ باسِقات الشّجَر:
أطرَافَ أعطاف حِسانٍ مَيْسُها يَرُوقُ النَظَر
أوراقُها ظُلّةٌ أذْكَتْها أنفاسُ غَيْمٍ صَبٍّ مَطِرْ
رَفَّتْ لأرياحِ الصَّبا كشَعر الصّبايا العَطِرْ
أفنانها تَهتَزّ طَرَبا، إذْ يُداعِبُها قَطْرٌ مُنهَمِرْ…
فَرحانَةٌ بِهَطلٍ سمفونيّ يُحيي غَضّ الشّجرْ…
هَيّا مَعي لِلغابِ تَرَى مَعِينَ ماءٍ غَيْرِ عَكِرْ
بَلْ قُلْ مَرايا تعكسَ نُورَ بَدرٍ يُطيلُ السّهَر
قَدْ بانَ بَيْنَ الغُيومِ وَلْهانَ مُراوِغا مُستَتِرْ
بالخِصْبِ فَرحَانَ ، مُغازِلاً ، مُتَيَّمًا بِالسَّمَرْ
لمّا تَرَّاقَصُ الأضواءُ والسُّيُولُ بِأحلى الصُّوَرْ
بَيْنَ اخْضِرارٍ وترانيمِ قَطرٍ رَنينُها كالدُّرَرْ
وَسْطَ الجِبالِ والكُثْبان،ِ أنْوَاءُها كسِهامِ القَدَرْ…
آهٍ ! فأوْتارُ قَلبِي تَهْوى الضّباب ووقعَ المطَرْ
إِنِّي أُحِبُّكَ يا مَوْطِنِي حُبِّي لِلْمَطَرْ…مطر… مطر
الشّاعر الصّادق الهلالي


الإهداء : إلى روحِ الشّاعر العراقي بدر شاكر السيّاب أحد مؤسّسي الشّعر العربي الحرّ
والّذي استلهمت منه ومن خصب وأفراح
وأحزان ومآسي ومباهج موطني العين
بفعل أمطار ليست كالأمطار هذه القصيدة المستوحاة من إحدى روائعه الرّومنسيّة :
” أنشودة المطر “….

شاهد أيضاً

الشمال الغربي قاطرة للسياحة لتونس الغد

الشمال الغربي قاطرة للسياحة لتونس الغد بكل المقاييس و في أخر هذه السنوات بأن بالكاشف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.