كانت عين دراهم جنة فأحببناها وضاعت منا… إلى الأبد

بكل أسف عين دراهم تراجعت كثيرا إلى الوراء بعكس الجهات الأخرى التي كان أبناءها يحلمون بقضاء العطلة الصيفية بيننا وخاصة في الستينات والسبب سوء تقدير وتصرف ولامبالاة مسؤوليها والهجمة الشرسة من غير سكانها الأوائل فاحتلوا أرصفتها ومنتزهاتها ورصيدها وبنكها من الأراضي ذات الصبغة البيئية والسياحية.

إذ كنا ونحن أطفال نتمتع بحديقة حيوانتها مكان دار الشباب الآن إضافة إلى ملاعب التنس وكرة السلة والجُلّة ومهرجانات صيفية رائعة في الهواء الطلق وعلى ضفاف المسبح البلدي وننبهر برؤية التليفريك بالمريج المخصص لنقل الحجارة من وادي سلول ولا ننسى تواصلنا مع آلاف المصطافين من كشافة ومصائف وجولان وحفلات نار المخيم بحديقة المريج والصنوبر وعين بو مرشان وعين الزانه وفج الأطلال وعين بولحيه وعين البيضه وعين الميزان في آخر كل دورة فلقد فرط مسؤولونا في كل شيء ولم يبرمجوا ويخصصوا شيئا لأطفالنا ولا ننسى مقابلات رياضية مثل الملاكمة والجيدو على حلبة نادي أبي القاسم الشابي اليوم والأفلام الرائعة بالسيني كلوب والمسرحيات الشهيرة والحفلات الخاصة بمشاهير الفنانين والفنانات من تونس ومن المشرق والمغرب ….و… و… لقد كانت عين دراهم جنة فأحببناها وضاعت منا وإلى الأبد …

اندثر كل شيء وأغلق كل شيء وحتى المؤسسات الاقتصادية التي كانت تشغل وتوفر لقمة العيش الكريمة للكثيرين من أبنائنا … وهمش أطفالنا صغارا وهجروا البلدة كبارا إلى مختلف المدن التونسية بالآلاف …

مقالة للمربي الفاضل صادق الهلالي

شاهد أيضاً

أول موقع في الشمال الغربي يعمل على دعم المنتوج التونسي و مساندة الحرفيين و أصحاب المشاريع الصغرى

مجردة هو أول موقع تونسي تأسس في ديسمبر 2021 في الشمال الغربي باش يكون دافع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.