هي لوحة فنية أبدع الخالق في نسج خيوط جمالها فتداخلت الطبيعة الخضراء بلون القرميد الأحمر الزاهي والمدفأة التي تعلو كل أسقف البيوت والمنازل،ألهمت شاعر الخضراء الشابي فهز الشوق إليها شاعرا وسائحا يبحث عن الهدوء والراحة بين خرير المياه العذبة وزقزقة العصافير،فصعد الصخرة بفجّ الأطلال ونظم قصائده،هي قبلة العشاق وكل من أنهكه صخب المدن على مدار السنة.
صورة هذه العروس تحولت اليوم إلى عجوز غزت التجاعيد وجهها الجميل وعجزت عن الحركة فأصابها الشلل،صورة توحي بالموت والخراب والآثار التي تروي حكايات زمن جميل، وأنت تجوب شارع الحبيب بورقيبة تحاصرك أملاك الأجانب من كل الجهات وقد تهدمت وتحولت إلى مرتع للجرذان والمنحرفين،فهذا الشارع الذي يتوسط المدينة وكانت تتواجد به أغلب الإدارات تنقطع فيه الحركة مساء تماما،وكل من عرفه يشعر بالغربة وتنتابه الدهشة، ثم تتوقف باهتا على حالة الطرقات وسط المدينة التي تحولت إلى حفر وبرك مياه وانتشار خصائص عمرانية شوهت هذا الجمال.