من عين دراهم جاءت أنسامُ الرُّبَى…
3 أكتوبر 2019
أخبار عين دراهم, المنبر الحر
226 زيارة
من عين دراهم جاءت أنسامُ الرُّبَى
زفّــتْ إلى روحي جوًى له تَرديدُ
هزّت القلبَ أصداء أنْسَتْني العَناء
ألهمتني أشعارا فجاءت الأناشيدُ
تنشر عَبَقَ خمائِلَ رياضٍ بها غَنّاء
تُثلِجُ الصّدرَ، تُروِّحُ ، فأَقرضُ القوافي و أزيدُ..
شدوُ أطيارِها ، حفيفُ أفنانها روعةٌ
لها مع ما براه الباري مواعيدُ
همسٌ، نور، هواء صافٍ و أحلى شذى
لمسةٌ إلهيّة لأبواب السعادة مقاليدُ
أَلْهَمَتْ الشابّي “أغاني الحياة”
أشعاره تحلُو بل قلْ تجاويدُ
إنّها تسقي القلوبَ الحيْرى فينبت زرعها
عندها تُخَطُّ على صفحاتِ الشّعر أخاديدُ
نسمع بين الوهادِ صدًى لخريرِ مياهها
سَالَ زُلاَلاً ،فَتَّقَ زَهْرًا شذيّا ،هو عِطْرٌ فريدُ
اُنظرْ على سُفوح جبالها أشجارا باسقاتٍ
ذابت في وصفها أقلامٌ لها تراديدُ
قامت على جذوعها بفرنسا سككٌ و حديدُ
سَعْدُُ على من حلّ بها ،علا صيتُه و أيّامُه عيدُ
في كلّ فصل بهيّةًً : نسيمٌ، ثلج ٌ، ضباب يحضن أهلها
هُمْ للأمجاد وُلْدُُ أشاوسُ كرامُُ أجاويدُ
عاشوا بين خَمَائِلَ غضَّةٍ فوقها طيرُُ
تَحِفُّ ساكنةً تُجلي الهموم مناطيدُ
طيرُُ بين الجِنانِ الخُضْرِ لها روْنقُُ
هي سحر ُالوجود بكل زهوٍ و فخرٍ تَميدُ
ترنو و تزْهُو في طَلْق الهواء ترنّما
في طيرانها فنّ و ابداعٌ به نُشِيدُ
زانت لنا دنْيانا و دُنيا أغلى أحبّةٍ
بالقلب لهم رَحْبُ المُقامِ في كلّ يوم يزيدُ
قلبِ محبٍّ ، عاشقٍ ، متيّم وَلِهٍ
أمجادُ أهلٍ : عرب خمير لهم تقاليدُ
إرث توارثوه من روم و بربر : تراثُهم
يحزّ في نفسي بكلّ لوعةٍ أن أراه يَبِيدُ
من مثلهم تحدّى الأُسْدَ ، نقشَ على الصخر،
في نحته للأخشاب لا أحد مثله يجيدُ
قال فيهم شاعر من بني هلال
فارسٌ شهمٌ ، أصيلٌ مُهاب ٌو صنديدُ :
” فرسان خمير أعزّةٌ لهم شوكة
على دقّ الطبول هجومُهم، ما كانوا مناكيد
دوّخوا من جاء مستعمرا بمُرهفات البَوارد
بالبارود دكّوا حصونهم فهم مراويد”
أَحْيُوا بَنونا تراثا لكم بأشعاركم
و كونوا في كلّ محفل فهذا يفيدُ
قولوا قلائد الشّعر ففيكم نخوة
وتاريخكم حافل يُغْنِي و كلّه تمجيدُ
والعيش في الخُضْرَةِ الفَيْحاء مُلْهِمُُ
وما تنشُره يا ابنَ (خمير ) أنا به سعيدُ
شعر المربّي : الصّادق الهلالي