قلم حرّ: تاريخ بلديّة في مهب الرّيح…

من يذكر عين دراهم يستحضر هواءها العليل و ضلالها الوارفة و طيورها الغناء و خضرة اشجارها و تناسق الوانها و عذوبة مائها… حباها الخالق بجمال ملهم حتى تغنى بها الشعراء ووقع زوارها في غرامها. كل هذا من إبداع الرحمان، فأروني أنتم إبداعكم. أين إبداع البشر و أين حفظ الأمانة؟؟؟ بلدية عين دراهم عمرها الإداري يفوق 120 سنة أي أنها تفوق في العمر مدنا معروفة و حتى عواصم عالمية. تداول على رئاستها أبناء الجهة و أحسنوا تسييرها أصابوا في ما أصابوا و أخطؤوا في بعض الاحيان لكنهم لم يخونوا الأمانة و كل منهم ترك بصمته و نجح و بنى فوق الأطلال و أحيى مناطق منسية. الا انه و منذ ثورة الحرية و الكرامة و مع ارتفاع منسوب “الحريات” سادت عقلية الإفلات من العقاب و عمت الفوضى و أصبحت عين دراهم تعاني من أبنائها اللذين لم يدخروا جهدا في الإساءة اليها و في تشويهها بشتى الطرق و تخريب معالمها و مفاتنها. فعمت البناءات الفوضوية و المحلات العشوائية و اصبح الانتصاب الفوضوي سمة من سماتها حتى صار المترجل يزاحم السيارات كي يمر فوق الطريق و انتظر هذا المواطن من يأخذ له حقه و انتظر الانتخابات البلدية كي يسود القانون و ترفع الغمة و تزول هذه المشاهد و ترفع الفضلات و يتنفس. و اتت الانتخابات و اتى المجلس البلدي المزعوم بعد لعبة كواليس قذرة و تزكيات تحت الطاولة و أقصي من أقصي و صعد الى الواجهة مجلس “متجانس” كما يدعون و انتخبوا رئيسة . كيف لا فهم يرون في انفسهم الكفاءة و يرون انهم ينتمون لعائلتين سياسيتين متقاربتين. غير ان تقاربهم كما اراه شخصيا و بكل موضوعية و بعيدا عن التحامل ليس الا انتهازية و حبا للأنا و “apres moi le deluge و المحاباة و المحسوبية و التاريخ و الوقائع تشهد على فضائحهم. هذا ما يتسم به هذا المجلس فقد جمع أناسًا لا تعلم لماذا هي هنالك؟ و بعض العاطلين او “المعطّلين” الذين انهكتهم البطالة و الذين يجب أن يضلّوا كذلك حتّى يكونوا مفعولا بهم و يستجيبوا لطلبات أسيادهم و منهم من لا يملك شخصية أصلاً. لا ننسى فضيحة قائمات مستودعات الاتحاد الجهوي للتضامن و مجتمعنا المدني في سبات عميق… مستشارون لا يعرفون سوى كلمة ” الله يبارك يا مدام ما تخممي في شئ متهنية ” و جزاؤهم في تلك المباركة امبوبة قدام الدار و بوبالة و أسبوع او ويكاند في نزل “للرسكلة” إذا واتات .. تيماهم زواولة العيندراهمية و ما يتكلموش و مايحتجوش . الشوارع في ظلام و الناموس ينهش اللحم و الحاويات شبه منعدمة و الأعشاب الطفيلية نبتت حتى في الجدران و ليس هنالك علامات مرورية و شبكة تصريف مياه لا صيانة لها و البلدية في سبات لا حياة لمن تنادي سيارات تتنقل هنا و هناك و منح تهدر في ما لا يعني و خروقات بالجملة و الفريق يتسابق في ما بينه من يغنم أكثر من زميله. متى تستفيق الضمائر

يتبع

مقال رأي حر: أ ب

شاهد أيضاً

أول موقع في الشمال الغربي يعمل على دعم المنتوج التونسي و مساندة الحرفيين و أصحاب المشاريع الصغرى

مجردة هو أول موقع تونسي تأسس في ديسمبر 2021 في الشمال الغربي باش يكون دافع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.