المــــــــــقــــــــاومــــــة بالــــــشـــــــمـــــــــال :
كانت قبائل ‘خمير’ و سكّان الجبال عموما في طليعة حركة المقاومة في شمال البلاد .
فما إن سرى نبأ وصول السّفن الحربية إلى مناء طبرقة حتى هبّ متطوعون من ‘أولاد بوسعيد’ و ‘الحوامدة’ و ‘أولاد عمر’ بقيادة شيوخهم للمقاومة و لمواجهة الأعداء .
و لم تتمكن قوات الإحتلال من الإستيلاء على المدينة في 26 أفريل 1881 إلا بعد قصفها .
أمّا الفروع الأخرى من ‘خمير’ فلم تغادر مواقعها بل بقيت لقطع السبيل على القوات الفرنسية القادمة من الجزائر و هي التي تصدّت لكتيبة الجنرال ‘Vincendon’ في 26 أفريل 1881 .
و أعترفت السلطات الفرنسية بأن أفراد هذه القبائل قد إستماتوا في الدفاع طوال ساعات عديدة و لم يوقفوا القتال إلا بعد أن تكبّدوا خسائر فادحة .
ثمّ تواصلت المقاومة في جهة جندوبة بمشاركة قبائل ‘أولاد بوسالم’ و ‘الشياحية’ و ‘عمدون’، و كانت هذه القبائل مدعّمة بأبنائها من الجنود الذين فرّوا بأسلحتهم من معسكر ‘علي باي’ في 29 أفريل 1881 للدفاع عن مواطنهم إثر إحتلال سوق الإربعاء .
و شهد سهل بوسالم في 30 أفريل معركة عنيفة دارت رحاها في موضع يعرف ب’بن بشير’ حيث تواصل القتال من الساعة الثامنة صباحا إلى السادسة مساء، و إظطرّ المقاومون إثر ذلك إلى التقهقر و الفرار من ساحة المعركة نظرا للتفوق التقني الذي أظهره العدو و بعد وصول تعزيزات هامة لقواته .
و تميّزت قبائل ‘مُقعد’ و ‘هذيل’ في الشمال أيضا بمقاومتها الشديدة للغزاة، حيث واجهت قوات الإحتلال بكل شجاعة في جهتي ماطر و بنزرت، ففي 28 أفريل 1881 إستولى أبناء ‘مقعد’ على سفينة حربية فرنسية غرقت في عرض الساحل التونسي بين ‘رأس سرات’ و مناء بنزرت فنهبوها و أسروا من فيها .