جندوبة: مدارس بلا أسيجة، وتلاميذ يشربون مياها غير مراقبة

«هريسة وسردينة» في إناء بلاستيكي (بانو) هكذا توزع لمجة على150 تلميذا في مدرسة هنشير البقر بالقصرين ,صورة فاجأت المسؤولين عن قطاعي التربية والطفولة لكنها لم تفاجأ اولياء التلاميذ ولا سكان الارياف، فهذا واقعم بل هو أعمق وأكثر تعاسة وقتامة. فتلك الصورة هي مألوفة وعادية بالنسبة لتلميذ تلك المدارس الذي يغادر المنزل مند ساعات الصباح الاولى وارجله الصغيرة تتحسس الطريق في ظلام دامس وظهره الضعيف لايقوى على حمل اكداس من كتب تحدثه عن حب الوطن، وقدماه غارقة في الاوحال وجسده النحيف يرتعش بردا وخوفا من ان أي مفاجاة تهدد حياته ولا يقوى على مقاومتها… أطفال في الاعمار ولكنهم كبار في تحدي المعاناة… معاناة قد تبدو خفية لكنها عن أعين المسؤولين فقط، وليس عمّن خبروا كل فصولها.
جندوبة «الشروق»: 
يوجد بجهة جندوبة 231 مدرسة ابتدائية منها 45 مدرسة بالوسط الحضري و 186 مدرسة بالوسط الريفي وتؤم هذه المؤسسات التربوية حوالي 41 ألف تلميذ. 
وتشكو العديد من المدارس الريفية من تواضع البنية التحتية ونقص التجهيزات ورداءة المجموعات الصحية وغياب التسبيح الجزئي أو الكلي في بعض المؤسسات وانعدام ربط عشرات المدارس بشبكة المياه , بالإضافة الى رداءة المجموعات الصحية وما يمكن ان تسببه من امراض وتعفنات جرثومية  مثل ما حدث في مدرسة عين شرشارة من معتمدية فرنانة في موسم 2014 / 2015 حين اصيب عدد من التلاميذ بتعفنات جرثومية وأيضا ما حل بالتلميذ سيف الدين القضقاضي الذي توفي في مارس 2019 بسبب الالتهاب الكبدي الفيروسي جراء المياه الملوثة التي يستعملها سكان الجهة. 
كما تعاني المدارس الريفية بجهة جندوبة من العزلة ورداءة المسالك وهو ما يتسبب في كثرة الغيابات حيث يتم تسجيل أعلى نسب الغيابات بالمدارس الريفية خلال أشهر ديسمبر وجانفي وفيفري والتي تتراوح بين 25 %  و40 % .
المربي والناشط بالمجتمع المدني حاتم الهواوي طالب بالتدخل قصد الصيانة وتجاوز نقائص البنية التحتية وعلى رأسها التسييج والماء الصالح الشراب وتوفير مجموعات صحية لائقة تجنب التلاميذ والإطار التربوي الأمراض.
ويتم تزويد 99 مدرسة بالماء عن طريق “الصوناد” و14 مدرسة عبر الجمعيات المائية و78 مدرسة بخزانات قارة وصهاريج و8 مدارس من مصادر مائية طبيعية.

عبد الكريم السلطاني

شاهد أيضاً

مطار طبرقة عين دراهم الدولي.. المطار اللغز

مطار يقع في الشمال الغربي التونسي على شاطئ البحر على مرمى حجر من الحدود الجزائرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.